الزيزفون شجرة معمرة، ذات قشرة ملساء كثيرة الاغصان. وهي انواع عديدة، لا فرق بينها من الناحية الطبية، وأوراقها على شكل قلب مسننة، وبعضها رمحية، شبيهة بأوراق الزيتون، ولونها فضي. وهذا الصنف (الفضي) شائع في البلدان العربية، وأزهارها عنقودية بيضاء، أو شقراء، ولها رائحة عطرية طيبة، والمستعمل منه لحاؤه وأزهاره.
وقد عرفت الفوائد العلاجية للزيزفون، منذ القدم. فقد مضغ أوراقها المؤرخ الروماني "بلين"، الذي عاش في القرن الميلادي الأول، لمعالجة تقرحات فمه. كما استعمل أوراقها الطبيب والفيلسوف العربي ابن سينا كمسكن للآلام، وعلاج الدوالي.
وجاء في "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لابن البيطار عن الزيزفون أنه "مسكن للقيء قامع لحدة الصفراء المنصبة الى البطن والأمعاء، ونافع جداً من الصداع".
وجاء في "تذكرة داود" للأنطاكي، أنه "يفتح السدد، ويذهب أمراض الصدر كالربو وقرحة الرئة، وأمراض الكبد كالاستسقاء واليرقان والفالج واللقوة والكزاز والنافض والضربان البارد كيف استعمل.. وإن هُرّي في الزيت وأدهن به أقام الزمني وطوّل الشعر..".
وقال عنه ابن سينا: "ينفع من البواسير والربو شراباً، ويفتت الحصى اذا شرب مع أزهاره". أما في الطب الحديث فقد أثبتت الدراسات أن الزيزفون مفيد لعلاج آلام الاعصاب وتنقية الكليتين، وتهدئة آلام الصدر. كما يفيد في علاج عفونة الأمعاء والاضطرابات المعدية، وإزالة البلغم. وكذلك لعلاج الجروح والقروح والحروق.
ومن فوائده ايضاً انه يستعمل كمضاد للتشنج ومغص المعدة والأمعاء وعسر الهضم، وهو علاج للزكام المحتقن والنزلات الشعبية والسعال والربو، ويعتبر منشطاً لإفراز الصفراء والكبد، ويساعد على النوم والتخلص من القلق، ويسكن الآلام الروماتيزمية وينفع للاضطرابات الهضمية والعصبية وتصلب الشرايين.
استعمالاته العلاجية
من الداخل:
• مستحلب أزهاره: يحضر هذا المستحلب بنقع ملعقة صغيرة من الأزهار في فنجان من الماء الساخن بدرجة غليان لمدة 15-10 دقيقة، ثم يصفى ويحلّى بالعسل أو بسكر النبات ويشرب، بمعدل ثلاثة فناجين يومياً، لعلاج الآتي:
1. الاصابة بالبرد والزكام والنزلات الصدرية والسعال والصداع، وغيرها من امراض الشتاء.
2. تشنج الأعصاب والنرفزة والدوار والقيء العصابي والخفقان والضيق التنفسي والغم والأرق، وغيرها من العوارض التي تسببها الاضطرابات العصبية.
3. تصلب الشرايين واضطرابات الدورة الدموية، وما ينتج عنها من اعراض كالدوالي والبواسير.
4. كسل أو ضعف الجهاز الهضمي، وما يسببه من نفخة وثقل في المعدة، وغير ذلك من الاضطرابات الهضمية.
5. آلام الرأس والصداع النصفي.
6. آلام النقرس والروماتيزم.
• مغلي اللحاء: يحضر بأخذ ملعقة متوسطة من اللحاء (وهو الشكير الأبيض الواقع ما بين القشرة الخارجية والخشب) وغليها في فنجان من الماء لمدة دقيقة واحدة. ثم تطفأ النار ويصبر عليها تستحلب من 10-5 دقائق ويصفى بعدئذ ثم يحلّى بالعسل أو بسكر النبات ويشرب منه فنجان صباحاً على الريق وآخر مساء عند النوم طوال اسبوعين الى ثلاثة اسابيع لعلاج الآتي:
1. الزلال والأملاح والكولسترول والسكري.
2. الرمل البولي والحصى، سواء كان في الكلى أو في المثانة أو في الكبد، وما ينتج عن ذلك من مغص كلوي أو مثاني أو كبدي.
3. النقرس والروماتيزم وعرق النسا.
• فحم الزيزفون: تجفف غصون الزيزفون وتفحّم (من الفحم) ثم يسحق فحمها، ويؤخذ إما بشكل مسحوق أو يجبل بالعسل ويحبب (من الحب) بحجم «الحلة» الصغيرة للحبة الواحدة، ويستحسن اضافة قليل من مسحوق السنامكة اليه لتسهيل المعدة واخراجه من الأمعاء. ويؤخذ ملعقتان متوسطتان من المسحوق يومياً، واحدة في الصباح والثانية في المساء، شرط أن يصحب بمادة مسهلة لتخرجه من الأمعاء. وإذا حبّبت، يؤخذ منه حبتان صباحاً ومثلهما مساء.
ويوصف هذا الفحم للتخلص من عفونة الأمعاء ولامتصاص الغازات والسموم منها.
من الخارج:
• مغلي الأزهار: يحضر بإضافة قبضة كبيرة الى كل لتر من الماء وغليها على نار خفيفة لمدة 3-2 دقائق، ويستعمل المغلي لعلاج الآتي:
1. ضربة الشمس والحمى الشديدة والصداع القوي، وذلك استحماماً بإضافة ليترين أو ثلاثة ليترات الى ماء المغطس بدرجة 35 درجة مئوية.
2. لتخفيف الالتهابات الناتجة من رضة او التواء في المفاصل، وذلك اغتسالاً بأخذ كمية من هذا المغلي ليغسل بها محل الرضة أو الالتواء.
3. لمعالجة الجلد، وبخاصة بشرة الوجه لتنقيتها وإزالة البثور ومسح تجاعيدها، وذلك عن طريق المسح والتكميد.
• مرهم: يمرهم مسحوق فحم الزيزفون بالزيت وتدهن به الحروق والكلوم فيسرع في إدمالها.